خليكي قوية
صفحة جديدة بقلم نرمين همام

بعد سنين من شغلي وشغل جوزي، قدرت أخليه من أهم رجال الأعمال وأغناهم… أنا اللي اديته
صفحة جديدة بقلم نرمين همام
رأس المال يبدأ بيه شغله، من ورثي عن أهلي وتحويشة عمري كمان وبعد فترة، عرفت إنه ناوي يتجوز عليّ، وإن الفرح كمان أسبوع! وطبعاً أمه كانت عارفة، وهي اللي شجعته ووقفت في ضهْره. ولأنه دلوقتي معاه فلوس كتير، بقى شايف نفسه ومفيش حاجة تمنعه. قررت أتصرف بطبيعتي، كأني مش عارفة حاجة. وقبل الفرح بيوم، قالي إنه هيسافر يقعد على البحر مع أصحابه شوية، أسبوع بالكتير. ابتسمت وقلتله: "فعلاً محتاج الرحلة دي… روح وانبسط." لكن أنا كان في دماغي حاجة تانية تماماً… تاني يوم، لبست وتجملت وقررت أروح الفرح! دخلت القاعة، وأنا شايلة هديتين للعروسة… واحدة هتفرّحها، والتانية هتخليها تصحى على الواقع! أول ما شافتني حماتي، وشها اتقلب، مش عارفة تقول إيه. ابتسمت وكملت طريقي لزوجي وعروسته. وشه اصفر، وكاد يشرب العصير على هدومه من الصدمة! قربت منهم وقلت: "مبروك الجوازة!"… وسلمتهم ظرف فيه الهدايا.
سلمتهم الظرف بابتسامة واثقة العروسة،
فتحت العروسة الظرف الأول، لقت فيه:
عقد شقة فخمة باسمها، مؤثثة بالكامل، ومكتوب في أسفل الورقة:
"دي هدية مني، علشان ماحدش يقول إني جيت من غير إيد ولا رجل."
ضحكت العروسة بارتباك، وقالت:
– شكراً... بس...!
قلت وأنا ببص لجوزي:
– أما الظرف التاني... فهو الصدمة.
فتحته بنفسي، وطلعت مستندات فيها:
تنازل موثق عن كل أمواله وأملاكه اللي عملها وهو على اسمي.
مستندات تثبت إن كل شركاته بتشتغل بأموالي الشخصية.
وأخيرًا، توكيل لمحامي شهير، يتولى قضيتي في الطلاق والنفقة وتجميد حساباته فورًا.
سكت الكل.
أنا فضلت واقفة، بصيت لعينيه وقلت:
– كنت فاكرة إنك راجل، بس طلع اللي بنيته بإيدي، لازم أهدّه بإيدي كمان.
لفيت ومشيت... بس اللعبة لسه ما خلصتش.
(نرمين همام)
بعد أيام، تصدّرت قصتنا الصحف والمواقع، وتحوّلت أنا من "زوجة غيورة" إلى "سيدة أعمال ذكية"، بتطالب بحقها بكل حسم.
أما هو، فبدأ يخسر شركاءه، لأنه ببساطة... كان مجرد واجهة والكل عرف
لكن المفاجأة الحقيقية جات لما محامي الشركة بلغني إن في حساب سري خارجي حاول ينقل له الفلوس قبْل الفرح بيومين.
أنا ما سكتّش.
سافرت بنفسي على سويسرا، وقابلت مدير البنك هناك... ومعايا توكيل رسمي وإثباتات التزوير اللي عملها.
وفي اللحظة دي، أدركت حاجة:
إنه ما كانش بس... كان ثقتي، وبيحاول يسرق مستقبلي كله.
رجعت من السفر بعد ما جمّدت كل أرصدته هناك.
وبدأت حملة قانونية وإعلامية استهدفت كل صفقاته الجديدة.
بس اللي ما كنتش متوقعاه، إنه… حاول يرجع!
اتصل، بكى، واعتذر، وقال:
– غلطت، بس كنت تايه، ماكنتش عارف قيمة اللي في إيدي.
رديت عليه:
– أنا مش كنت في إيدك… أنا كنت إيدك اللي شالتك!
وقلتله آخر جملة قبل ما أوقف التليفون:
– اللي بيبيع الأصل، ما يستاهلش الفرع.
أنا واقفة… مش مكسورة، بل أقوى من أي وقت فات.
(نرمين همام)
عدّت شهور بعد الطلاق، والدنيا بدأت تهدأ حواليا.
الناس بقت تحترمني أكتر، مش بس كسيدة أعمال… لكن كست قوية، عرفِت تحمي كرامتها وتاخد حقها من غير ما تكسر نفسها.
لكن رغم كل ده… كنت لسه حاسة بفراغ.
الوحدة ساعات
لحد ما في يوم، وكنت في مؤتمر اقتصادي في دبي، اتقدمت أتكلم عن تجربتي، وأعرض خطة تعاون بين شركتي ومجموعة دولية.
وفي وسط القاعة… كان هو قاعد.
راجل ملامحه هادئة، نظراته واثقة، ومافيهاش كسرة غرور.
بعد المؤتمر، جالي وقاللي:
– لو كنت شفتك من زمان، ماكنتش سبتك تمرّي بكل ده لوحدك.
ضحكت، وقلتله:
– يمكن كنت محتاجة أمرّ علشان أوصل للي أنا عليه.
اتكررت لقاءاتنا… مش كتير، بس كل مرة كانت بتفتح بينّا باب جديد.
اسمه "مالك"، رجل أعمال سعودي، راقٍ في تعامله، عارف إمتى يتكلم وإمتى يسمع.
اتكلمنا كتير عن الحياة، عن الشغل، عن العيلة… ودايمًا كنت بلاقي في كلامه حنية، واتزان نادر.
وفي يوم، قالي بهدوء:
– أنا مش جاي أكمل حياتك، أنا جاي أبدأها معاكي من أول وجديد… لو تسمحيلي.
سكتّ… دمعة نزلت من عيني، مش من ضعف، لكن من إحساس إن ربنا عوّضني بعزّ بعد الذل، وأمان بعد الخذلان.
اتجوزنا في حفل بسيط، على البحر، بحضور ناس قليلين، بس كلهم حقيقيين.
ومن يومها، بدأت صفحة جديدة
أنا اللي كنت فاكرة إن الرجالة
تمت
نصيحة خلكي قوية
صفحة جديدة (نرمين همام)